- سجدت لله في أعماق البحر المظلم
- سجدت لله في أعماق البحر المظلم
- أعزائي أعضاء المجموعة أروي لكم قصتي هذه وهي قصة واقعية
- وأملي أن تنشر في الانترنت بشكل عام
- كنت شاباً أظن أن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير
- .. ومركب وطيء
- وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء
- الدرب على الشاطئ
- وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة
- سمعت النداء حي على الصلاة .. حي على الفلاح
- أقسم بالله أني كنت اسمع الأذان طوال حياتي ..
- ولكني لم أفقه يوماً معنى كلمة فلاح
- طبع الشيطان على قلبي ..
- حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها
- كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم ..
- ويجتمعون للصلاة
- ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء
- استعداداً لرحلة تحت الماء
- لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر ..
- بعدنا عن الشاطئ
- حتى صرنا في بطن البحر
- كان كل شيء على ما يرام .. الرحلة جميلة
- وفي غمرة المتعة
- فجأة
- تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص
- بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم
- ولتمده بالهواء من الأنبوب ..
- وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي
- وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي
- وبدأت أموت
- نعم بدأت أموت ورئتي تستغيث وتنتفض ..
- تريد هواء .. أي هواء
- أخذت اضطرب .. البحر مظلم ..
- رفاقي بعيدون عني
- بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت
- بدأت أشهق .. وأشرق بالماء المالح
- بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني
- مع أول شهقة .. عرفت كم أنا ضعيف
- بضع قطرات مالحة سلطها الله علي
- ليريني أنه هو القوي الجبار
- آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه
- حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء ..
- إلا أني كنت على عمق كبير
- ليست المشكلة أن أموت ..
- المشكلة كيف سألقى الله ؟!؟
- إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟
-
- أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها
-
- تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما
-
- فقلت أشهـ .. فغصَّ حلقي ..
- وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي
- لتمنعني من نطقها
- حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأ قلبي يصرخ
- ربي ارجعون .. ربي ارجعون .. ساعة .. دقيقة ..
- لحظة .. ولكن لا محالة
- بدأت أفقد الشعور بكل شيء ..
- أحاطت بي ظلمة غريبة
- هذا آخر ما أتذكر
- لكن رحمة ربي كانت أوسع
- فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى
- انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذا أحد الأصحاب
- يثبت خرطوم الهواء في فمي
- ويحاول إنعاشي .. ونحن مازلنا في بطن البحر
- رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير
- عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي
- أشهد أن لا إله إلا الله
- وأشهد أن محمد رسول الله
- خرجت من الماء .. وأنا شخص آخر
- تغيرت نظرتي للحياة
- أصبحت الأيام تزيدني من الله قرباً ..
- أدركت سرَّ وجودي في الحياة ..
- تذكرت قول الله
- ( إلا ليعبدون )
- صحيح .. ما خلقنا عبثاً
- مرت أيام .. فتذكرت تلك الحادثة
- فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص
- ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي
- وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر
- وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكر أني
- سجدت مثلها في حياتي
- في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي
- قد سجد فيه لله تعالى
- عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة
- فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر
- ويدخلني جنته اللهم أمين
- اللهم اجعل هذا النقل خالصا لوجهك الكريم
- منقول
المصدر:مواقع ومنتديات
No comments:
Post a Comment